زواج ملوك المغرب

زواج ملوك المغرب

لا يمكن  إن نلغي في علاقات المصاهرة , وجود الجانب النفعي البركماتي , فمنذ تشكيل أسس الدولة 
المغربية العصرية مع إدريس الأول, ظلت المصاهرة تكتسي طابع توحيد مناطق نفوذ الدولة
مع ضمان الولاء و التبعية. 
لم يتوانى بعض سلاطين المغرب في مصاهرة بعض المعارضين , ولذلك لضمان الولاء و التبعية 
سواء للصهر – معارض الأمس, أو قبائلهم وحلفائهم, من هنا كان لابد لبعض سلاطين المغرب 
جعل المصاهرة , كغطاء شرعي لإسقاط الضرائب و المكوس عن القبائل المتصاهرة , مقابل 
ضمان الولاء في الشدة و الرخاء.
انتبه إدريس الأول مع لجوءه للمغرب ضرورة مصاهرة ضيفه, عبد الحميد الأوربي, زعيم قبيلة 
أوربة, إذ تجلت في إبطال مفعول القبلية العصبية, مذوبة بذالك التنافر الحاصل بين المولى إدريس
كعربي من إل البيت , وبين أفراد قبيلة أوربة البربرية , فشكل قبره بعد وفاته مزارا للعرب و البربر.
مع قيام الدولة المرابطية استحقت زينب النفزاوية , بفضل دهاءها ورجاحة عقلها , كما وصفتها أمهات
المصادر الوسيطية , أن تتزوج بأربعة ملوك نذكر منهم ابابكر بن عمر الزعيم المرابطي , وابن عمه 
يوسف بن تاشفين المؤسس الفعلي للدولة , للتحقق بذالك مثال " وراء كل رجل عظيم امرأة" إذ أصبحت
مستشارة ابن تاشفين مند زواجهما سنة 1106م , وتعلب دوارا حاسما في ماوصل إليه الأمير المرابطي 
من توحيد شمال إفريقيا و ضم الأندلس
يعتبر السلطان العلوي المولى إسماعيل صاحب الرقم القياسي في عدد الزيجات , اذ حسب الاشاراة  
المصدرية , كان يتوفر على 500 زوجة منهن المغربيات و التركيات و الاسبانيات و حتى الانجليزيات
انعكس هذا على الاستعصاء في تدقيق أصهاره, أو تحديد أولاده, مما اجبره على خلق مؤسسة قائمة 
الذات , تعنى بضبط عقود الازدياد , والسهر على شؤون الأمراء , رغم ماوصل إليه السلطان من عدد 
الزيجات , وهو ما كلفه بتنظيم حفل زفاف مرة في كل شهرين , لم يتوانى في طلب يد ابنة الامبراطور
الفرنسي لويس الرابع عشر , حينما بعث السفير – خاطب ابن عائشة لطلب يد الأميرة ماريا دو يوربان
للسلطان المولى إسماعيل, إلا أنها رفضت العرض, ندم المولى إسماعيل في أخر حياته على نزوته 
وعلم ان العبرة بالكيف لا بالكم  , إذ عندما سال وزيره احمد اليحمدي , وهو على فراش الموت عن 
الأجدر لخلافته على الحكم , أجابه الوزير " لا احد يستحق الحكم " , فلم يفوض الحكم لأحد من أبنائه  .


بقلم   أمين الوالي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013 | أعلن معنا | يوسف ادعبد االله | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية