التوسع الحضري واستهلاك المجال الفلاحي أية علاقة المغرب ؟ سعيد المعطاوي




















التوسع الحضري واستهلاك المجال الفلاحي أية علاقة المغرب ؟  
سعيد المعطاوي



لفهم و تحديد الإشكاليات المتعلقة بالتوسع الحضري لأي مدينة كيفما كان حجمها، وشكل توسعها العمراني، وطريقة تنظيم أنويتها الحضرية يقتضي هذا رجوعا إلى الوراء من خلال تتبع المسار التاريخي لكل هذه المعطيات . و بهذا المعنى فإن إنتاج المجال الحضري بالمدن الصغرى والمتوسطة مثال { قلعة السراغنة ،والفقيه بن صالح } ظل مرتبطا اشد الارتباط بالسياسة الحضرية الغير منظمة مما أدى إلى إنتاج مجال مبني على حساب مجال الفلاحي . ويزيد هذا المعطى تعقيدا إذا علمنا أن هذا المجال تحتله فلاحات الضاحوية شكلت في وقت معين ، وأيضا الآن رغم تراجعها بشكل لافت موردا مهما للمدينة ورئتها من الناحية البيئية، من جهة ومن جهة أخرى كانت ولا تزال مورد رزق للعديد من الأسر في استهلاكها اليومي و استمرار التوسع الحضري لمدينة قلعة السراغنة كأنموذج على حساب هذه المجالات دون احترام مقتضيات مدونة التعمير أو في إطار احترامها لكن في غفلة من بعض المسؤولين عن قطاع عنوانه التعمير وسياسة المدينة مع باقي الفرقاء والمتدخلين ، يمكن أن ينتج استدامة في الإسمنت بدل استدامة بيئية.ومنه كان لزاما طرح سؤال حائر ومحاولة الإجابة عنه لفهم هذه الإشكالية أكثر

ما هي الأسباب الحقيقية وراء الاستهلاك المتنامي للمجال الفلاحي؟

وهل يمكن تغيير اتجاه التعمير نحو منطقة الجبيلات كحل لهذه الإشكالية؟

إن المتتبع للتطور التوسع الحضري بتراب مدينة قلعة السراغنة ، لابد أن يلاحظ اتجاهات هذا التوسع حيث نجد من بين أهم أسباب هذا المشكل :



ü الهجرة الداخلية إبان فترة الثمانينيات التي لعبت دورا حاسما في تدفق تيارات بشرية مهمة نحو المدينة، و التي لم يواكبها أي تدخل لزيادة العرض السكني .

ü يضاف إلى ذلك النمو الديموغرافي السريع الذي شهدته المدينة و الذي تؤشر عليه نسبة الأسر المتزايدة و عدد المواليد الجدد في كل سنة ودراسة مقارنة بين عدد السكان في 2004 و2014.حيت انتقل عدد السكان من 70 ألف إلى حوالي////

ü إضافة إلى العامل أخر وهو الهجرة إلى الخارج وما لعبته من ادوار كبرى على مستوى الدينامية المجالية ، وما كان لها من أهمية في تسريع وتيرة النمو الحضري.

ü الملك الجماعي " أراضي الجموع " الذي يسهل تفويته لعمليات التجزيء العقاري.

ü العشوائية و التلقائية في تدخل الفاعلين في مجال السكنى و التعمير بالمدينة، حيث أن مجموع التوسع الذي تم خلال هذه الفترات المتوالية لم يكن مخططا له بشكل منظم وكافي وفي إطار تصميم تهيئة متجاوز جدا، حيث أن المدة المحددة للعمل به و هي عشر سنوات، تم تجاوزها بكثير مما سمح بتوسع المدينة في كل الاتجاهات تقريبا،والمهم و الأخطر توسعها على حساب المجال الأخضر.

لا تعد أن تكون هذه فقط بعض الأسباب التي كانت وراء عملية تسريع هذه الظاهرة والزحف على حساب المجال الفلاحي. فما هو الحل إذن ؟

يعد أمر تغيير اتجاه التعمير نحو منطقة الجبيلات رغم ما يطرحه من غموض و تخوف لدا العديد من المتدخلين والمهتمين والدين قد يرون في هذا المقترح انزياحا كبيرا عن جادة الصواب والذي قد يتحول إلى الرفض لديهم ، فإنه يبقى خيارا مهما من الناحيتين العلمية من جهة والبيئية من جهة أخرى. لان مجموعة من المدن المغربية توجد على سفوح جبال وأعدت تصاميم تهيئتها على هذا الأساس وذالك لغرض

ü مواجهة خطر الفيضان من جهة 

ü تجنب التعمير بالسهل سواء للحفاظ على الأراضي المنبسطة أو لتفادي التكلفة البيئية التي يمكن أن تنجم عند التوسع في أراضي سهلية،

من بين الأمثلة على ذلك مدينتي{ دمنات .وبني ملال } نظرا لموقعهما الأولى عند قدم الجبال للأطلس الكبير الشرقي والثانية التي تتموقع في قدم جبال الأطلس المتوسط.



واقع الحال اليوم يظهر بأننا امام وضعية شاذة بين وجهتي نظر فلاحية من جهة و حضرية من جهة أخرى و التوفيق بينهما يتطلب تنظيما للمجال الحضري بتوفير رصيد عقاري يحافظ على المجال الفلاحي الضاحوي، للمدينة قلعة السراغنة وذلك بتغيير اتجاه التعمير نحو منطقة الجبيلات .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013 | أعلن معنا | يوسف ادعبد االله | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية