دراسة تحليلية حول : الإعداد الهيدرو فلاحي أداة للتحديث الترابي ( تساوت السفلى أنموذجا) بقلم سعيد المعطاوي






دراسة تحليلية حول : الإعداد الهيدرو فلاحي أداة للتحديث الترابي ( تساوت السفلى أنموذجا) بقلم سعيد المعطاوي

خضع المغرب إبان فترة الحماية لسياسة المستعمر الفرنسي التي كانت تهدف إلى تحديث استعمالات الماء في المجال الفلاحي، حيث عملت( الإدارة الاستعمارية ) على إحداث وتجهيز مجموعة من المناطق السقوية منها منطقة تادلا بتدشين سد بين (الويدان ) سنة 1935.

و بعد حصوله على الاستقلال تبني المغرب سياسة بناء السدود التي سطرت ضمن أهدافها بلوغ مليون هكتار من المجالات المسقية ، فعلا تمكن المغرب من تجاوز هذا الحاجز . رغم العديد من المشاكل كالتزايد الديموغرافي السريع انطلاقا من فترة الستينات، الذي واكبته حركة تمدين فيما يعرف بالظاهرة الحضرية . تم تيارات الهجرة الريفية التي ارتبطت بتوالي سنوات الجفاف في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات. وتظل الأرياف رغم كل هذه المشاكل قاطرة حقيقة للتنمية البشرية والأنشطة الاقتصادية ببلادنا.

هذه العوامل وأخرى وبغية تجاوزها اتجه المغرب إلى تجهيز عدة مناطق سقوية موزعة على التراب الوطني من بينها : منطقة تادلا ، ودكالة ، وتساوت السفلى التي استفادة من الإعداد الهيدرو فلاحي بأربع قطاعات سقوية : وهي كالتالي أولاد بوكرين و لوناسدة و أولاد يعقوب و بني عامر. وما لعبه هذا التجهيز من ادوار في خلق تنمية ترابية وتحديث تراب المنطقة على مختلف الأصعدة، والمستويات بصفة عامة ، وكذا على مستوى الخدمات والبنيات تحتية من طرق ومرافق اجتماعية كالتعليم، والصحة والقطاع الفلاحي خاصة من حيث تنوع الإنتاج وتحسن المردودية. فكيف ذالك ؟

الإعداد الهيدرو فلاحي كما يؤكد على ذاك الأستاذ عبد الرحمان الدكاري : أي العلاقة ما بين الإعداد والسقي، إذ أن هناك« اختلافا كبيرا بين السقي والإعداد إذ يتعلق الأمر بمفهومين مختلفين فعملية السقي هي مجموعة من الأهداف ،والوسائل المتجانسة والمرتبطة بنمط خاص بالتنمية الريفية. في حين أن مفهوم الهيدرو فلاحي للقرى السقوية يعتبر من الوسائل المستعملة من طرف عملية السقي، فهو وسيلة على قدم المساواة مع القواعد القانونية الخاصة بالوضعية العقارية » . بنما نجد أن مفهوم التحديث يعد نقطة التقاء العديد من الباحثين من مختلف التخصصات والجغارفة منهم على وجه الخصوص حيث عرفه الباحث عبد الغني فهمي على انه مجموعة من التحولات المادية التقنية، والاقتصادية، والاجتماعية والسياسية لمجتمع من الحالة التقليدية (العادات التنظيم المجتمعي، والطقوس الدينية، وغياب أهمية الوقت...) إلى التحضر (العقل الناقد، والحرية، والفردانية، وقياس الزمن، والتجديدات التقنية... ).

وكغيره من المفاهيم التي تعرف تجاذبا بين الباحثين نجد مفهوم التراب الذي يعرفه (علي محول) على أنه هو مكون من مكونات الدولة، والدولة حينما تكون بصدد إعداد التراب، فهي في الحقيقة تقوم بتنظيم نفسها وتنظيم المجتمع.

قبل الوقوف على أهم مظاهر التحديث الترابي بمنطقة تساوت السفلى لابد من التعرف على العوائق التي حالت دون هذا التحديث قبل الإعداد حيت نجد :

النظام العقاري شكل أكبر حاجز للتحديث المنطقة :

شكل النظام العقاري بمنطقة تساوت على غرار باقي التراب المغربي و خاصة الأرياف والتي كانت تغلب على نظامها العقاري أراضي الجموع مقارنتا مع باقي الأراضي الأخرى بنسبة مهمة، و ما يخلفه هذا النوع من صراعات متكررة حول الحدود حتى أنه يوقف الاستغلال في مجموعة من الأراضي المتنازع عليها، كما أنه لا يؤمن الحصول على قروض فلاحية لصعوبة مسطرة تحفيظ أراضي الجموع لان هذا النوع من الأراضي يخضع للقوانين ووسائل و تقنيات عرفية تقوم بها "أجماعة.''

السواقي ترابية أساس ضياع الماء:

تتميز منطقة تساوت بكثرة الدراسة التي تناولت عمليات جلب مياه واد تساوت قبل التجهيز الهيدر وفلاحي فنجد العديد من الباحثين الذين تناولوا الموضوع كالأستاذ ( حسن شوقي الذي تلكم عن الماء بتساوت ) وكذالك الأستاذ (أحمد زروال:مشكل الماء ووسائل جلبه وتقنيات استغلاله ) وآخرون اجمعوا على استفادت العديد من السواقي في عملية شقها من العوامل التضاريسية المساعدة والمتمثلة في الانحدار القوي نسبيا، والذي يمكن اعتباره بعاملين أساسين فهو إن ساعد على إيصال المياه بطريقة سهلة، يلعب أيضا عند إنشائها اتخاذ تخطيط له مسار منعرج ومتعرج للتخفيف من حدة الجريان الإنجذابي لمياه. عموما تتبع هذه القناة الانحدار الأقوى متأقلمة مع المعطيات الطبوغرافية،ولكنها كانت و تزال تساهم في ضياع المياه بشكل كبير .


وسائل تقليدية تحد من بروز الإمكانات الترابية بالمنطقة:

انتشرت قبل التجهيز الهيدرو فلاحي وسائل تقليدية حكمت على الإنتاج بالتذبذب رغم أن مياه تساوت كانت تلعب دورها في تزويد الفلاحة بما يحتاجونه من مياه لري مستغلاتهم حيث أشار كل من ( عبد الغني فهمي ، سعيد المعطاوي ، ومحمد حنيني )، إلى أنماط الاستغلال التي انتشرت بالمنطقة قبل عملية التجهيز وأيضا إلى أهم الوسائل المستعملة في عملية الإنتاج التقليدي غداة الإعداد الهيدرو فلاحي) حيث ساهم انتشار التقنيات الفلاحية العتيقة بتراب تساوت السفلى في الحد من إمكانات المنطقة وإعاقة تحديثها الترابي .

شجر الزيتون وضعف العناية:

شجر الزيتون والذي تميز بمكانته عن غيره من المزروعات إلا أن العناية به من طرف الفلاح كانت ضعيفة جدا بحيث كان يقتصر على السقي والحرث ، أما فيما يخص عملية التقليم و المعالجة حتى و إن وجدت فتتم بطريقة تقليدية ، وعلى هذا الأساس يبقى إنتاج الزيتون إنتاجا تلقائيا يتميز بالتذبذب من موسم إلى أخر.

عوامل وأخرى ساهمت في ضعف الإنتاج:

إنتاج كفافي موجه للاستهلاك واستغلال ضعيف للأراضي الفلاحية ، واغلبها خاضعة لتساقطات المطرية و المياه المحولة من واد تساوت عن طريق السواقي التقليدية. ومع توالي سنوات الجفاف في الثمانينات، انخفض الإنتاج بشكل كبير خاصة مع استخدام تقنيات زراعية بسيطة لا تساعد على تحسين المردودية.

كل العوائق التي تم ذكرها إلى جانب غياب البنية التحتية والمرافق الاجتماعية شكلت ولفترة طويلة أهم عوائق التحديث الترابي بالمنطقة ، بالإضافة لكونها ظلت محركا رئيسيا في الهجرة من المنطقة وعائقا أمام تطور ساكنتها ديموغرافيا ، الشيء الذي جعل منها منطقة طرد لفترة طويلة على العكس تماما من تساوت العليا، لكن نقطة التحول شكلها عاملين رئيسين أولهما الإعداد الهيدرو فلاحي وثانيهما الهجرة الدولية ، وسنحاول إنشاء الله الوقوف على العامل الأول و إلى أي حد شكل أداة فعل للتحديث منطقة تساوت السفلى ترابيا. وذالك من خلال :

تحسن نسبي في الوضعية العقارية :

في سياق ي القرار الملكي، ، بشأن تمليك أراضي الجموع في المناطق المسقية، بشكل مجاني لفائدة المواطنين، حيث خلف هذا القرار، ارتياحا في الأوساط السياسية والحقوقية، خصوصا الفئات الاجتماعية المتضررة ، من جراء المشاكل التي كان ولا يزال يطرحها قطاع العقار بالمغرب، بشكل عام وفيما يتعلق بأراضي الجموع وما يعرف بالأراضي "السلالية" بشكل خاص ، حيت أجمع المشاركون في الندوة الوطنية التي احتضنت عمالة إقليم قلعة السراغنة أشغالها يوم الخميس26 ماي الجاري : تحت عنوان " أراضي الجموع رافعة للتنمية المستدامة" على أن القرار الملكي يعد سابقة وحل للمشكل عان منه الكثيرون من ساكنة الجماعات الترابية ، إضافة إلى ما كان تضيعه هذه الأراضي من إمكانات استثمارية جد مهمة وبالتالي ضياع موارد مالية يمكن أن تشكل أداة استدامة للموارد المتاحة . هذا المعطى الجديد يمكن أن يشكل نقطة تحول في أراضي القطاعات المسقية بتساوت السفلى ، إنهاء للعديد من الدعاوي وفك إشكالية ضاربة في القدم .

تحسن المردودية الفلاحية بعد:

تنوع المنتوج الفلاحي بعد التجهيز فبعدما شكلت الحبوب أساس الإنتاج الفلاحي بالمنطقة لعقود طويلة ، وكان الاهتمام بشجر الزيتون لا يحظي بنفس الاهتمام ،انعكست الصورة بعد التجهيز فقد أصبحت الأولوية تعطى لهذا المنتوج ( الزيتون) حيت أن إنتاجه لا يتطلب نفس الجهد بالمقارنة مع غيره من المنتوجات الفلاحية الأخرى كالشعير والقمح والتي اقتصر إنتاجها بعد التجهيز للتحقيق الاكتفاء الذاتي من جهة، ومن جهة أخرى بغرض توفيره كعلف في كثير من الأحيان . كما شهد ت المواد العلفية انتشارا واسعا مما ساهم بدوره في تطوير .

تطور و تنوع القطيع بعد الاعداد:

تطور وتنوع القطيع الحيواني وأدخلت عليه أصناف جديدة أو ما يسمى بالقطيع المستورد ،وأخر هجين بين المحلي والهجين فيما يخص الأبقار وتحسن السلالات الإنتاجية بالنسبة لقطيع الأغنام والماعز، هذه القطعان التي واكبت التطور المهم في تنوع مصادر التغذية ، فخلال المراحل الأولى كان الاعتماد في التغذية على الحصائد المناطق البورية بعد الحصاد تم المروج والمراعي الطبيعية ، وخلال هذه المرحلة كان الاعتناء بالقطيع ضعيفا لكن بعد التجهيز تغيرت المعطيات بفعل تطور إنتاج المواد العلفية و التنويع في التقنيات المستعملة بعد الشروع في تطبيق مبادئ المخطط الأخضر .

تزايد دور المكننة بعد التجهيز:

تعددت العوامل المساعدة على انتشار المكننة ، فقد شكل التجهيز الهيدرو فلاحي والإعداد التقني خاصة المائي والعقاري دافعا رئيسيا نحو شراء الآلات الفلاحية. بعد اتساع المساحات المسقية والمزروعة ولو نسبيا، مما تطلب يد عاملة كبيرة ومكلفة، الشيء الذي دفع بفلاحة المنطقة إلى شراء الآلات الفلاحية ، بمختلف تخصصاتها خاصة أنها تدخل في إطار الدعم الممنوح في إطار المغرب الأخضر كل المعطيات السالفة ساهمت في .

تعدد التعاونيات بعد التجهيز:

انتشار النسيج التعاوني و زيادة في عدد المنخرطين بالمنطقة وتحفيز الفلاحة على اقتناء الأبقار المنتجة للحليب، والمحسنة من اجل الرفع من كميات الحليب و الحصول على عائدات مهمة تستغل في أعمال أخرى.وقد استفادة هذه التعاونيات من توزيع الأراضي المسترجعة (التعاونية الراغوية )نموذجا .

تطور الساكنة التساوتية:

تطور ساكنة تساوت السفلى فبالرغم من وصف منطقة السراغنة بكونها مجالا ضعيف التمدين إلا أنها قد حافظت على استقرار أعداد سكانها ، خاصة بعد التجهيز الهيدرو فلاحي الذي عرفته تساوت السفلى ، وذاك بإجماع كل الدراسات التي تناولت منطقة تساوت السفلى حيث يؤشر هذا على أن المجال قد عرف دينامية سكانية بفعلالتجهيز الهيدرو فلاحي الذي شكل نافدة لتجاوز السنوات العجاف وتحقيق الاكتفاء الغذائي(أشجار الزيتون والحبوب) ، وكذا توفير بعض أنواع الأعلاف للمواشي وما يوفره ذاك من دخل مهم للساكنة المحلية، و بالتالي هذا المعطى أدى إلى استقرار الساكنة والمساهمة في تطورها ديمغرافيا.

تطور نوعية السكن:

تطور نوعية السكن بعد التجهيز الهيدرو فلاحي بمنطقة تساوت السفلى ، و يتخذ السكن في معظم المجال تساوت السفلى شكل سكن متجمع ، كما يغلب الطابع القروي على معظم المساكن . أما السكن المختلط فعرف تطور كبيرا وذك راجع إلى السببين الرئيسين المذكورين سالفا (الإعداد الهيدرو فلاحي و الهجرة الدولية )، وظفت فيها عائدات الإنتاج الفلاحي وعائدات المهاجرين من الخارج (إيطاليا وإسبانيا). و تنقسم المساكن في منطقة تساوت السفلى إلى قسمين : الأول خاص بإيواء الأسرة و ثاني مخصص للماشية إلا أنه في السنوات الأخيرة عرفت المساكن تطورا ملحوظا خاصة بعدما أصبحت تتوفر على تجهيزات كانت في الأمس حكرا على المدن منها .

تطور نسبة الآصال الكهربائي:

أصبح مجموع تراب تساوت يتوفر على نسبة كهرباء مهمة فهذا الأخير يعد من بين المطالب الملحة للساكنة، فقد عانت تساوت السفلى قبل التجهيز من ضعف شديد في هذه المادة الحيوية، لكن بعد التجهيز تم تغطية كل التراب تساوت بالتجهيزات الكهربائية إذ وصلت نسبة التغطية إلى ما يفوق95 بالمائة، مما كان له انعكاساتإيجابية على الساكنة مع اختلافات بين القطاعات التساوتية والجماعات الترابية .

ارتفاع نسبة الربط بالماء الشروب:

يجمع كل الدارسين على أن الماء من أهم ضروريات الحياة، فقد شكل احد اكبر المشاكل في هذه المنطقة حيث أن توفيره في مراحل معينة كان يقتصر على مجموعة من الطرق أهمها جلبه من الوادي في مرحلة ما قبل الإعداد ، في الضفة اليمنى من تساوت ، وكذا استعمال الدواب والآبار الجماعية في الضفة اليسرى من تساوت حين التكلم عن أولاد زرا د، أولاد اصبيح ، حيث ركزت الجماعات الترابية في مراحل معينة على توفير هذا المورد الحيوي وهذا ما تأتى لها بعد التجهيز الهيدرو فلاحي حيث عرفت نسب التزويد تطورا مهما.

تطور البنية الطرقية بعد التجهيز:

عرفت منطقة تساوت بعد التجهيز الهيدرو فلاحي انتشار العديد من المسالك غير المعبدة، والعديد من الطرق المعبدة حيث تلعب الطرق إلى جانب توفر وسائل النقل دورا مهما في توسيع الأسواق ،كذالك في فك العزلة عن العالم القروي وتنشيط عمليات التبادل عن طريق تقليص المسافات بين مراكز الإنتاج ومراكز التسويق ( قلعة السراغنة ومراكش بني ملال والبيضاء). خاصة وان المنطقة تعتبر ملتقى طرقي بين عدة مراكز حضرية (القلعة ) و (بيني ملال) ، كما أن كل القنوات المحمولة هي مفروقة بطرق غير معبدة وبالتالي ربط جميع دواوير الجماعات من جهة وربط الجماعات فيما بينها.

تنامي قطاع التعليم بالمنطقة بعد التجهيز:

يشكل قطاع التعليم احد أهم الخدمات الاجتماعية وأحد ركائز التنمية بالمغرب، الأمر الذي دفع جماعات تساوت السفلى على تطوير خدماتها التعليمية بشكل كبير ، خاصة بعد الدعم من المبادرة الوطنية التنمية البشرية وذلك في إطار الشراكات التي توقعها ، فبعد التجهيز أصبحت جل الجماعات الترابية تتوفر على مؤسسات تعليمية تبدأ من الأولي وصولا إلى الثانوي التأهيلي، وهو ما ساهم مما لا شك فيه من فك أزمة الأمية ، وسمح للعديد من التلميذات أن تواصلن تعليمهن وبالتالي ارتفاع نسب الحصول على شواهد البكالوريا وكذا الشواهد الجامعية وهذا إن عكس شيئا لابد أن يعكس ما تعرفه المنطقة من تحديت ترابي على مختلف الأصعدة .

بروز القطاع الصحي رغم المشاكل التي يعاني منها:

يبدوا جليا أن الوضعية التعليمية بمنطقة تساوت قد عرفت تحسنا كبيرا رغم أنه يعرف العديد من المشاكل لكن الوضعية الصحية عرفت الهشاشة وعدم مواكبة هذا القطاع لتطور الديموغرافي الذي عرفته المنطقة ، خاصة بعد التجهيز الهيدرو فلاحي مما أدى إلى الضغط على القطاع وزاد من تدهوره.

كما أن القطاع بالمنطقة، لا يتوفر على منشات صحية كافية ولا على الأطر والمعدات طبيبة اللازمة وجل الجماعات لا تتوفر على دار للولادة، مما يجعل الساكنة وخاصة النساء اللواتي يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى المستشفى الإقليمي بقلعة السراغنة، الذي يعرف بدوره أزمة خانقة عنوانها الاكتظاظ وقلة الأطر.

تحول بعض الدواوير إلى مراكز حضرية:

لاشك أن استقرار الساكنة وتطورها الديموغرافي نتيجة الإعداد مصحوبا بالهجرة الدولية لعب دوره في تحول بعض الدواوير إلى مراكز قروية هذه المراكز التي تنتشر على تراب المنطقة ككل منها كازيط والدشرة ، الهيادنة كما تتميز هذه المراكز القروية بهيمنة الأنشطة التجارية والخدماتية: التغذية، التجهيزات المنزلية والفلاحية، الحرف التقليدية، (نمودج جماعة الهيادنة) مما يفسر انتشار دكاكين متعددة للحدادة، الحلاقة، الميكانيك، الخضر والفواكه، الجزارة، البقالة.

و تعرف انتشار العديد من سيارات الأجرة مع انتشار النقل غير المهيكل ببعض الجماعات كأولاد بوعلي الواد، وأولاد صبيح، وأولاد زراد.

وتنفرد بعض المراكز القروية باستقطاب الأسواق الأسبوعية وأسواق الزيتون ، التي يباع بها مجمل المواد الغذائية والريفية والمواشي... وتتميز هذه الأسواق باستقطاب محلي ووطني، كما تزود الجماعات المحلية بمداخيل مهمة تتجاوز نصف مليار سنتيم سنويا، كما يؤكد على ذالك الباحث عبد الغني فهمي.

تطور النسيج الجمعوي بعد الاعداد الهيدرو فلاحي:

عرف النسيج الجمعوي بعد الإعداد الهيدرو فلاحي تطورا كبيرا خاصة بعد إعطاء انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التي استفادت منها العديد من الجمعيات بالمنطقة ، هذا النسيج الجمعوي الذي يحاول جاهدا على تطوير الفعل التأطيري للمواطنين وسد بعد الثغرات التي نتجت عن ضعف إمكانيات الدولة ، فكان أن انتشرت جمعيات ذات توجهات مختلفة منها الصحية و تعليمية وبيئة وغيرها والتي استطاعت إلى حد كبير تحقيق العديد من الأهداف التي سطرتها.

بروز إمكانيات سياحية بعد التجهيز تحتاج إلى التطوير:

تتجلى إحدى أهم مظاهر بروز القطاع السياحي بالمنطقة نظرا لتوفرها على مؤهلات طبيعية و تاريخية مهمة. يجب إعادة الاعتبار لها لاستغلالها في السياحة الثقافية ومن المؤهلات الثقافية التي تتوفر عليها المنطقة مجموعة من المآثر التاريخية، كما تستفيد تساوت من الموقع الجغرافي المحاذي لطريق الوطنية رقم 8 . والعديد من الطرق الجهوية كالطريق 206 وبالتالي لابد من العمل على تطوير البينات المرتبطة بهذا القطاع ، كما يجب الاستفادة من قرب مدينة مراكش القطب السياحي والعاصمة الجهوية .

ختاما:

حاولنا من خلال هذه الدراسة الوقوف على أحد أهم العوامل التي ساهمت في تحديث المنطقة ترابيا دون أن نستثني وجود عوامل أخرى لها دورها الفعلي والحاسم في ما عرفه التراب التساوتي من أشكال تحديث، منها الهجرة الدولية.... ، لكن نجد أن العديد من الظروف مجتمعة شكلت عائقا قبل التجهيزالهيدروفلاحي لتحول دون تطويرالقطاع كان أهمها النظام العقاري و التدبير الفلاحي الذي ظل تقليديا في جل مراحله سواء على مستوى التقنيات المستعملة (العتيقة ) و سيادة الحيازات الصغري التى تعرف التجزء التدريجي بفعل الارث وغيره ، كما أن الاعتماد بشكل كبير على نظام السقي التقليدي متمثل في السواقي الترابية، التى تساهم بدورها في ضياع و تبخر كميات كبيرة من المياه.

هذه الوضعية ساهمت في بقاء جل الهياكل الفلاحية تقليدية ومعقدة انعكست على الانتاج الفلاحي وخاصة الزراعي، الذي يعتمد بالدرجة الاولى على المزروعات المعاشية خاصة سيادة الحبوب بأنواعها وبعض الزراعات العلفية، والانتشار الواسع للاشجار الزيتون ،بأعتباره أهم الاشجار المثمرة .في غياب تام لابسط التجهيزات الاساسية .

وقد اتخد الامر ابعاد اخرى بعد التجهيز الهيدروفلاحي،الذي يمكن القول انه لم يرقى الى الطموحات التي تتوخاها منه الساكنة لكن هذا التجهيز جعل من المنطقة تعرف طفرة نوعية غير مسبوقة على عدة مستويات منها: تحسن المردود الفلاحي ، وتتزايد إستعمال الإليات الفلاحية ، كما أنه ساهم في إستقرار الساكنة التساوتية ، الأمر الذي ساهم في تطوير العديد من الدواوير وتحولها إلى مراكز قروية فتطورة معها نسب الآصال المائي والكهربائي، معطيات واخرى طورة النظرة التشاركية و جعلت من العمل الجمعوي اداة فعل ايجابي للتحديث التراب ومحاولة الاستفادة من الامكانات المتوفرة في قطاعات اخرى (السياحي) نموذجا لكن السؤوال الحائر هو هل استطاع الاعداد ان يوفي بالمطلوب منه مساهما في تحديث هذه المجال؟وهل هناك اختلالات نتجت عنه؟

المراجع :
-د.ع الرحمان الدكاري بحث لنيل الدراسات العليا ًسياسة الإعداد الهيدرو فلاحي بدكالة واهم انعكاساتها الجغرافية ً 1997/199
-د: الحسن شوقي الماء بتساوت السراغنة و زمران الأنهار السواقي الدول و القسمة تاريخ و تقنيات المطبعة و الوراقة الوطنية الداوديات-الرباط الطبعة الأولى 2012
-مقالة مشكل الماء ووسائل جلبه وتقنيات استغلاله و قسمته بالمجال الريفي لجهة تانسيفت الشرقية جماعة أولاد يعقوب نموذجا : للدكتور أحمد زروال
-عبد الغني فهمي: التحديث الريفي بالمجالات المسقية العصرية.تساوت السفلى أنموذجا رسالة لنيل شهادة الماستر في الجغرافيا، تحت إشراف د.حسن المباركي 2009-2010 كلية الآداب و العلوم الإنسانية مراكش
-سعيد المعطاوي ومحمد حنيني :دور سياسة الاعداد الهيدرو فلاحي في التنمية المجالية بتساوت السفلى'' أولاد بوعلي الواد نموذجا'' -بحت لنيل شهادة الإجازة، تحت اشراف ذ محمد الراضي2012-2013 المركز الجامعي متعدد التخصصات بقلعة السراغنة
الندوة الوطنية حول أراضي الجموع رافعة للتنمية المستدامة خلاصات 
www.pjd.m

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013 | أعلن معنا | يوسف ادعبد االله | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية