دور نظم المعلومات الجغرافية في دراسة الولوجية الجغرافية حالة الجماعة القروية مولاي عبد الله بظهير الجديدة (المغرب) عبد المجيد هلال


دور نظم المعلومات الجغرافية في دراسة الولوجية الجغرافية حالة الجماعة القروية مولاي عبد الله بظهير الجديدة (المغرب) عبد المجيد هلال 



تقديم

تعني الولوجية1 سهولة وصول الأشخاص والبضائع والمنتجات من مكان جغرافي معين إلى آخر2؛أي عدم قطع مسافات طويلة وعدم هدر وقت طويل وتكاليف كثيرة، وكذا عدم وجود معيقات وإكراهات في طرق ومسالك التنقل بالمجال الريفي. ومعلوم أنّ الولوجية لا تتعلق أساسا بسهولة الوصول إلى مكان معين وإنما بصعوبته أيضا3 بل أحيانا باستحالته، وتدخل في هذا الإطار عناصر متعددة وعديدة منها ما هو موحد بين جميع المجالات الجغرافية ومنها ما هو خاص بمجال دون آخر، كما أنّ الولوجية تعني طبعا صعوبة التنقل تبعا لإكراهات زمكانية.

وتأتي أهمية دراسة الولوجية من حيث كونها من بين أهم الخصائص التي تبرز نمو وتطور العديد من الأماكن الجغرافية. وهي ظاهرة تهم إمكانية الوصول إلى مكان معين والتنقل والمواصلات، وتموضع أماكن الانطلاق وأماكن الوصول بصفة خاصة؛ فاختيار أحسن موقع جغرافي للتجهيزات والمرافق الأساسية يلعب دورا مهما في تنظيم وهيكلة المجال، ومن بين المعايير الأساسية التي تؤخذ بعين الاعتبار عند التخطيط لولوجية الأماكن اعتماد أقصر المسافات داخل المجال الجغرافي. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى وجود نوعين من المسافات على الأقل، هما المسافة الجغرافية أو المجالية والمسافة الزمنية.

وتعتمد طريقة القياس على تحديد الأماكن وعلى معطيات كمية وكيفية ذات بعد مجالي، مثل المسافات والطبوغرافيا...، كما تؤخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل حالة الطرق وبنيتها وحالة العربات وقوانين السير...

في هذا السياق، تعدّ شبكة الطرق وكفاءتها من المعايير الأساسية التي تحدد مستوى تطور المجالات الريفية نظرا لدورها الكبير في سهولة أو صعوبة النقل والتنقل بشكل عام، وفي هذا الصدد نشير إلى أنّ الوضع السوسيو اقتصادي لتراب جماعة مولاي عبد الله - الإطار المجالي لهذا البحث (شكل رقم 1) - لم يكن يتطلب وجود شبكة طرق ريفية متطورة، فالتنقلات والاحتياجات كانت قليلة، ذلك أن الكثافة السكانية في الستينيات من القرن الماضي لم تكن تتجاوز 80نسمة في الكلم المربع4.

لكن بعد إنجاز المحطة السياحية لسيدي بوزيد في نهاية الستينيات وإقامة المركب المينائي الصناعي بالجرف الأصفر في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتزايد الغزو الحضري لمدينة الجديدة، شهدت المنطقة تحولات عميقة ومتسارعة وحصل تغيير جذري في المشهد الجغرافي5، حيث استقطب المجال الترابي لجماعة مولاي عبد الله خلال السنين الأخيرة أكثر من 57%من المشاريع الاستثمارية التي تم الترخيص لها بتراب مدينة الجديدة ومحيطها6، كما انتقل عدد ساكنة جماعة مولاي عبد الله من 24725نسمة خلال إحصاء 1982إلى 45780نسمة وفقا لنتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى سنة 2004، ووصلت الكثافة السكانية إلى 284ن/كلم². وقد كان لهذه الدينامية الديموغرافية والسوسيو اقتصادية نتائج متعددة لعلّ من أهمها زيادة الحاجة لتوفير السكن والعديد من الخدمات الجماعية، وكذا الرفع من مستوى كفاءتها وإتاحة ولوجيتها لكلّ الفئات العمرية ومختلف الطبقات الاجتماعية، ثم زيادة الحاجة لإقامة شبكة طرق قوية تتحمل الحركة المتزايدة بين مدينة الجديدة وميناء الجرف الأصفر.


شكل رقم 1: توطين جماعة مولاي عبد الله









كشاف المحتويات :


وهكذا تحتوي الإشكالية العامة لهذه الدراسة على أكثر من سؤال، ونجمل الأسئلة الفرعية المنبثقة من الإشكالية المحورية كما يلي:
- ما هي خصائص شبكة الطرق بهذا المجال الريفي الذي شهد تحولات ديمغرافية وسوسيو اقتصادية أدت إلى زيادة الاحتياج لتوفير العديد من المرافق والبنيات التحتية؟
- كيف يمكن أن تؤثر حالة الطرق وخصائصها في الأبعاد السوسيو اقتصادية بالمجال المدروس؟
- ما مدى إمكانية استخدام نظم المعلومات الجغرافية في دراسة وتتبع حالة الطرق والتعرف على الاختلافات المجالية في الولوجية إلى الخدمات الاجتماعية والتداولات الاقتصادية؟
1- المنهجية المتبعة في الدراسة
1-1تحديدالنقطة المرجعية الجغرافية للدواوير السكنية
شكل رقم 2 : مواقع النقط المرجعيةالجغرافية لدواوير من عينة الدراسة.
1-2ربط النقطة المرجعية الجغرافية لكل دوار بموقع الخدمة عبر مسارات معينة
شكل رقم 3: يبرز استعمال "جهاز الاستقبال للنظام العالمي لتحديد المواقع" في توطين مراكز الدواوير ورسم الشبكة الطرقية.
1-3قياس الزمن الميداني من مراكزالدواويرإلى مواقع الخدمات
2- المناقشة والنتائج المتوصل إليها
2-1حالة الطرق: مؤشر على الولوجية إلى الخدمات الاجتماعية والتداولات الاقتصادية
شكل رقم 4: تتواجد بالمسلك المؤدي من وإلى مركز دوار أولاد المقدم نقطة (الرمز ID3) تتحول إلى مستنقعات في فصل الشتاء.
شكل رقم 5: يتواجد بالطريق المؤدي من وإلى مركز دوار كرادة ممر ضيق (الرمز ID12) تمر معه السيارات الصغيرة بصعوبة.
2-2القيمة المضافة لنظم المعلومات الجغرافية في ميدان جغرافية التجارة
شكل رقم 6: نتائج القياس الميداني لسرعة تنقل سيارة ما بين بعض دواوير جماعة مولاي عبد الل
شكل رقم 7: جانب من قاعدة المعطيات والخريطة المرافقة تتضمن بالإضافة إلى المعطيات المذكورة بيانات أخرى11.
جدول رقم 1: تصنيف المحلاّتحسب طبيعة النشاط التجاري سنة 2011.
شكل رقم 8: أصناف البنيات التجارية.
2-3القيمة المضافة لنظم المعلومات الجغرافية في تحليل سهولة الوصول إلى الخدمات الصحية
شكل رقم 9: مواقع الخدمات الصحية ونتائجالقياسالميدانيللسرعة والزمن منمراكز بعض الدواوير
شكل رقم 10: عراقيل وصعوبات ولوجية العلاجات الصحية ببعض الجماعات من إقليم الجديدة.
خاتـمة









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013 | أعلن معنا | يوسف ادعبد االله | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية