إشكاليات التحـول السوسيو مجالي بالواحات المغربية واحة تسينت نموذجا
ناسمي محمد
تقديم:
كان لتغلغل القوى الامبريالية في المغرب منذ القرن 19 م، مرورا بفرض الحماية سنة 1912، إلى بناء الدولة المغربية الحديثة، دور كبير في خلخلة وتفكيك بنيات المجتمع والمجال المغربيان، وفي إنتقله من بنيته التقليدية نحو النظام الرأسمالي، ما تمخضت عنه مجموعة من النتائج. إذ تعتبر هذه المرحلة مؤشرا في مسار التحولات الاجتماعية والمجالية في المغرب.
وبدخول العالم نحو القطبية الوحيدة، بعد انهيار المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقطب وحيد في العلاقات الدولية، فارضة نمطها وقيمها على دول العالم؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ... في إطار ما يسمى بالعولمة ( الأمركة )، وعلى اعتبار المغرب ليس بمعزل عن هذه التحولات العالمية، فإنها ستمسه وتزيد من مسلسل التحول به.
فالمغرب من الناحية الديموغرافية، انتقلت ساكنته من حوالي 3.5 مليون نسمة سنة 1930 م إلى أكثر من 33 مليون نسمة اليوم، و قد واكب هذا الارتفاع الديموغرافي توجه المجتمع نحو التمدن، إذ وصلت نسبة سكان المدن 55 % من إجمالي ساكنة المغرب.
هذا الانتقال واكبته عدة تحولات اجتماعية و مجالية. فعلى المستوى الاجتماعي حلت الأسرة النووية - إلى حد كبير - محل الأسر الممتدة ( البطريركية )، وتزايد دور المرأة في الأسرة و المجتمع، وظهر الفرد مطالبا بحقوقه وواجباته، وانتشر التعليم و التكوين والتثقيف في شرائح واسعة من المجتمع، وانتشرت الأفكار و المذاهب والتيارات الفكرية والفلسفية والعلمية المتوافدة من الشرق و الغرب...
وقد واكب هذا التحول الاجتماعي تحول على المستوى المجالي؛ فقد حل السكن في الشقة على الطراز الأوربي محل السكن في الدار المغربية، كما تم تعويض مواد البناء الأصيلة بمواد بناء حديثة، ولاستغلال ثروات البلاد تم مد وتوسيع التجهيزات و البنيات التحتية....
وفي إطار رصد هذه التحولات الاجتماعية والمجالية التي عرفها المغرب والتي لازال يعرفها ، تم اختيار مجال الواحات نظرا لأهمية هذا المجال، وذلك من خلال دراسة نموذج واحة تسينت بإقليم طاطا، لتوضيح تأثير التحول السوسيومجالي على هذه الواحة والاشكاليات المرتبطة به.
المجال المدروس "واحة تسينت
الموقع الجغرافي لواحة تسينت
تراجع دور القبيلة في تدبير الواحة
الاختلالات المجالية بواحة تسينت
الزحف العمراني بمركز تسينت
لتلوث بواحة تسينت
محددات التوسع العمراني بمركز تسينت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق