مناخ المغرب القديم كيف كان ؟ و كيف عاش الانسان القديم المغربي.
تقديم
إن حقبة ما قبل التاريخ لم يتمكن أحد من معرفة كل خصوصيتها . فأغلب الدراسات تعتمد فرضيات الباحثين . فإفريقيا الشمالية كانت مهد الانسان ، حيث كانت خطواته الأولى . فخلال الحقبة الجليدية من الزمن الرابع كانت إفريقيا تعرف مناخا رطبا ومطيرا ساعد على وفرة الغابات ونباتات السفانا مما وفر للإنسان القيد مجالا للصيد والقنص والقطف للثمار و في الرق الأوسط برزت ملامح الحضارات القديمة والمتمثلة في الزراعة ، واكتشاف المعادن ، واكتشاف الكتابة في بلاد الرافدين وحوض النيل . وتشكل عصور ما قبل التاريخ من حقبتين
حقبة الباليوتيك PALEOLITHIQUE : أو حقبة العصر الحجري القديم حيث الانسان عاش على الترحال والصيد ، وتميزت بتغيرات مناخية - المرحلة الجليدية ثم مرحلة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج - ، وخلالها تكيف الانسان مع محيطه البيئي باكتشاف النار ، ورسم الحيوانات على جدران الكهوف ودفن الأموات .....
واتسمت هذا الحقبة في المغرب بانتشار مناخ حار ورطب مع وفرة الغابات والسفانا وتواجد حيوانات ضخمة كالفيلة ووحيد القرن ، وفرس النهر والجواميس والحمار الوحشي ، والزرافات والغزلان ... مع ساكنة قليلة ذات مظاهر حيوانية على غرار إنسان البيضاء قرب سيدي عبد الرحمان وإنسان الرباط 1961 وجمجمة جبل ايرحود مابين أسفي ومراكش - ، وتتميز خصائص الانسان الباليولتيكي بكونه ذو فك قوي وقامة قصيرة ، وظهر منحني ، ومشية محدبة يعيش على القطف والصيد . كما ثم اكتشاف مجموعة من الأدوات المتنوعة كالعظام التي كانت أكثر استعمالا في هذه الحقبة ، وبعض الصفائح في منطقة بوسكورة ، وبدأ الانسان يطور غذاءه باستعمال بيض النعان وصيد الغزلان والأيل ، واستهلاك كميات كبيرة من الحلزون .
في أواسط حقبة الباليولتيك نجد أن الانسان طور أسلحته الدفاعية وأدوات الصيد فمن خلال موقع تيط مليل ، ثم العثور على سهام ورماح ومجارف متطورة لمواجهة الحيوانات المفترسة - الذببة - مع اقتراب نهاية هذه الحقبة ظهر نوع آخر من الكائنات البشرية homo sapiens - وبدأ يستقر بالقرب من منابع المياه وعلى طول السواحل ، وله اهتمامات دينية تجلت في دفن الأموات .
وقد استقرت مجموعة بشرية بجوار بحيرات الماء العذب الضحلة في الصحراء الكبرى التي كانت أوفر ماء منذ 100 ألف سنة . واصطاد أفرادها الحيوانات فوق أرض عشبية مستوية شبه قاحلة بينما كان المناخ في شمال افريقيا تتزايد برودته كثيرا ودفع بسكانها من البشر والحيونات خارجا إلى الأطراف شمالا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط وشرقا إلى دواي النيل . وسرعان ما استقر البشر المحدثون بعدها في الكهوف في جنوب غرب آسيا . حيث عاشو هناك بجوار نوع بشري مختلف Néandertalien .
حقبة النيولتيك Neolithique : تميزت بتغيرات في نمط حياة الانسان من خلال تشكيل القرى الأولى ، وممارسة أنشطة زراعية وتربية الحيوانات . وآثار هذه الحقبة كثيرة ومتنوعة في شمال افريقيا ، فهناك قرية تتواجد بمنطقة صخرية بحوض واد بهت . حيث المخلفات متنوعة في شمال إفريقيا
فقد تمكن الانسان النيوليتيكي من نحث الرسوم والصخور ونصب الأحجار وصنع موائد حجرية . كما اتسمت هذه الحقبة بتوافد مزارعين ورعاة من من طقة الشرق الأوسط وبعض الملاحين فأخلوا النار وصناعة الدلن . وخلال 2000 سنة ق.م. بدأت تظهر بالمغرب أدوات برونزية ، والخيول ، وعربات نقل مما يبرز مستوى التطور الذي وصل إليه الانسان النيوليتيكي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق