السياحة البيئية وأهميتها لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء المغرب أمنكور محمد مولودود
كشاف المحتويات
مقدمة عامة.
السياحة البيئية.
أهمية السياحة البيئة.
بعض المواقع السياحية البيئية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء.
التوصيات والمقترحات.
مقدمة عامة
كانت علاقة الإنسان متوازنة مع بيئته في فجر تاريخه ، لأن أعداده كانت في حدود قدرة البيئة على العطاء، فلما انتصف القرن العشرين زادت أعداده ومعدلات استهلاكه و ما يستخدمه من وسائل تقنية، و أصبحت معدلات هذه الزيادة بالغة حتى وصفت بأنها إنفجار سكاني، كذلك تعاظمت معدلات استهلاكهم لنواتج التنمية من سلع و خدمات، وتعاظمت تطلعاتهم للمزيد ، و كثرت كمية النفايات التي تنتج عن نشاطاتهم متجهة إلى البيئة ، واختلت بذلك العلاقة المتوازنة بين الإنسان والبيئة ، وتوجس الناس خوفا من خطر ذاك على مستقبلهم، وتنادوا في ختام القرن العشرين بفكرة التنمية المتواصلة أو المستدامة.
وفي بداية القرن الحادي والعشرون أصبحت قضية البيئة هي أهم قضية التي يواجهها العالم اليوم، حيث أصبح العالم يتحدث عنها باهتمام في برامج وسائل الإعلام وغيرها . بما أن الإنسان هو السبب في التدهور البيئي في شتى أنحاء العالم، من خلال عمله على استغلال مواد الطبيعة لبناء تقدمه وحضارته، مستغلا البيئة التي من حوله بطرق غير سليمة، الأمر الذي ينتج عنه عدم اختلال التوازن في حياته حيث أصبح الإنسان مهددا من قبل الطبيعة. الذي كان هو السبب في إلحاق الضرر بها.
وللحفاظ على البيئة يحدث مصطلح جديد على المستوى العالمي يطلق عليه السياحة البيئية للحفاظ عليها واستغلالها استغلال جيد، فمنطقتنا الصحراوية هي ليست استثناء عن التوجه العالمي للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة فجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء تتوفر على بيئة سليمة من التلوث لذا وجب الاهتمام بها وعلى المواقع السياحية البيئية .
1 ـ السياحة البيئية :
لم يظهر مفهوم السياحة البيئية إلا خلال العقود الأخيرة، وتتمثل السياحة البيئية في التجول و السفر إلى مناطق طبيعية من أجل الاستمتاع و مشاهدة الطبيعة و ما فيها دون التدخل، و العمل على المحافظة على البيئة، و قد ظهر هذا التوجه بصورة كبيرة في الدول المتقدمة، و اهتمت العديد من الدول بهذا النوع من السياحة، لما له من أهمية في تحقيق أهداف التنمية.
وقد أصبحت السياحة البيئية ذات التوازن البيئي ظاهرة هامة محورها التأمل في الطبيعة و النباتات و الحيوانات، و توفير الراحة للزائرين، و صارت العلاقة بين السياحة و البيئة علاقة توازن دقيق بين التنمية والسياحة و حماية البيئة،و هذا ما جاء تأكيده في ميثاق مانيلا 1980 و الذي يلح على أن الاحتياجات السياحية لا ينبغي أن تلبى على حساب المصالح الاجتماعية و الاقتصادية للسكان المناطق السياحية أو البيئية، أو بالموارد الطبيعية و المواقع التاريخية و الثقافية،و عليه، فإن عملية التنمية السياحية يجب أن تراعي الجانب البيئي و تعطيه أهمية كبيرة، لأنه لا توجد سياحة بدون بيئة سليمة و نظيفة، كما تعتبر مصادر التراث الثقافي والطبيعي من أهم عوامل الجذب السياحي، وهو ما يعرف باسم السياحة البيئية، التي ترتكز على مقومات ثلاثة: وهي التراث سواء الثقافي أو الطبيعي، والزوار، والسكان المحليين. وقد ورد تعريف للسياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة: "السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث، ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر" فهي سياحة تعتمد على الطبيعة فى المقام الأول بمناظرها الخلابة.
كما يقول: إبراهيم بظاظو فراس "وان أهم أسباب ظهور هذا النوع من السياحة هو التطور السريع الذي شهدته الحركة السياحية العالمية، وظهور السياحة الجماهيرية،التي أدت الى بروز عدد كبير من السلبيات البيئية والاجتماعية في معظم دول العالم، الأمر الذي أفرز حاجة ملحة إلى ظهور أنماط أخرى للسياحة تكون بديلة للسياحة التقليدية التي تؤثر على البيئة هي: سياحة بديلة أولا، وتتركز في المناطق الهامشية ثانيا"[1]
2 ـ أهمية السياحة البيئية:
السياحة البيئية لها أهمية خاصة اكتسبتها من كونها تعمل على تحقيق مجموعة متكاملة من الأهداف، وفي الوقت نفسه تستمد أهميتها من ذاتها، التي تنبع من طبيعة الممارسة ويمكن الوقوف بأهمية السياحة البيئية الى النقط الأتية:
ـ المحافظة على التوازن البيئي ومن ثم حماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث.
ـ وضع ضوابط الترشيد السلوكي في استهلاك المواد وعدم هدرها أو فقدها أو ضياعها.
ـ توفر السياحة البيئية الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر.
ـ الأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية المتمثلة في المجال الاقتصادي الآمن حيث تعد أماكن ممارسة السياحة البيئية من أكثر الموارد ندرة في العالم ومن ثم يمكن الاستفادة من عنصر الندرة في تحقيق التنمية المستدامة.
ـ الأهمية السياسية للسياحة البيئية المتمثلة في الأمن البيئي بعدم تعرض الدول لاضطرابات بسبب عدم رضا الأفراد عن التلوث أو الإضرار بالبيئة ويتم تصحيح ذلك بالسياحة البيئية.
ـ الأهمية الاجتماعية تعد السياحة البيئية صديقة للمجتمع حيث تقوم على الاستفادة مما هو متاح في المجتمع.
ـ الأهمية الثقافية للسياحة البيئية القائمة على نشر المعرفة و ثقافة المحافظة على البيئة،
3 ـ مكونات السياحة البيئية :
تتكون السياحة البيئية من عدة مكونات نجملها فيما يأتي:
أ ـ العوامل الطبيعية و الايكولوجية: تضم العناصر والأنظمة الحيوية، التي تقدمها الطبيعة كليا، مثل: سطح الأرض وما عليه من جبال ووديان وغابات ومغاور وأنهار ومحميات.
ب ـ العوامل المناخية : أي الفصول المناخية وما تقدمه من عناصر وإمكانات وتحولات في الصيف أو الشتاء، في الربيع أو الخريف، وحيث تتحول هذه العناصر إلى مكونات سياحية كبرى.
ت ـ العوامل البيولوجية : مثل الثروات النباتية المتنوعة، من أزهار، وأشجار، ونباتات، ومياه معدنية.
ث ـ العوامل الثقافية المادية : أي المواقع والآثار المصنفة تاريخيا أو الحديثة، التي في وسعها أن تكون عوامل ايجابية متجاورة أو ضمن المحيط البيئي.
ج ـ العوامل الثقافية غير المادية : وتتكون من تاريخ السكان المحليين ودياناتهم، وطبيعة مجتمعاتهم، وأنظمة عيشهم، وأزيائهم ،وفولكلورهم، ولغاتهم، وطقوسهم، وعاداتهم، وما إلى ذلك من عناصر الجذب القوية للسياح.
4 ـ بعض المواقع السياحية البيئية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء .
تضم جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء مجموعة من المواقع السياحية التي يمكن أن تسهم في رفع قطاع السياحة بالجهة وجعله قنطرة للتنمية، ومن بين هذه المواقع نذكر:
ـ موقع النعيلة :
موقع سياحي ذو أهمية سياحية إيكولوجية يقع على بعد 26 كلم من جماعة أخفنير المركز و هو مكان متفرد للتنوع البيئي. كما يعتبر الموقع محطة هامة للطيور المهاجرة خصوصا ( النعام الوردي)، و هذا الموقع استأثر باهتمام العديد من الباحثين، و المنظمات البيئية خصوصا الصندوق العالمي لحماية البيئة WWF و يتميز بتواجد موقع أثري على مقربة منه لمدينة من حقبة ما قبل التاريخ . و قد تم تصنيف النعيلة كمتنزه وطني من إدارة المياه و الغابات ، و بدأت بالفعل المراحل الأولى لإنجاز المشروع. ويستقبل موقع النعيلة أزيد من 25 ألف طائر مهاجر في السنة ينتمون إلى 211 صنفا تتوافد بشكل منتظم على هذه المنطقة جاعلة منها مرحلة هامة وحلقة أساسية في مسار هجرتها بين شمال أوروبا وإفريقيا الجنوبية.
ـ واحة المسيد:
صورة رقم1: واحة المسيد
تقع واحة المسيد على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة العيون، و تتواجد على الضفة الجنوبية لواد الساقية الحمراء ،و هي بمثابة منبع مائي تحيط به أشجار النخيل. و قد كانت فيما مضى محطة استراحة للقوافل التجارية القديمة. و يعتبر المكان متنفسا للاستجمام بالنسبة لساكنة مدينة العيون. كما تبرمجه وكالات الأسفار المحلية ضمن رحلاتها السياحية.تعتبر الواحة الوحيدة بالعيون، باعتبار أن هذه المنطقة لا تعرف بنبات النخيل، و يتواجد بالقرب من واحة المسيد موقع الأثير المعروف تاريخيا بمعركة الأثير 1958، و يوجد فى هذا الموقع الحصن العسكري الإسباني.
ـ موقع أخنيفيس:
يتوفر المنتزه الوطني لأخنيفيس، الواقع على بعد 180 كلم شمال غرب مدينة العيون، على مناظر طبيعية هائلة وعلى أصناف حيوانية ونباتية متنوعة، تجعل منه فضاء مؤهلا لإنعاش السياحة الإيكولوجية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء. فالغنى الطبيعي الذي يزخر به هذا المنتزه، الذي أحدث سنة 2006 على مساحة 186 ألف هكتار، وخاصة على مستوى منطقته الرطبة المعروفة ب`"النعيلة" التي تستقبل سنويا آلاف الطيور المهاجرة جعلت منه منطقة ذات اهتمام عالمي من قبل الاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة المعروفة باتفاقية (رامسار) التي صادق عليها المغرب سنة 1980، ويشكل إحداث هذا المنتزه، الذي يجمع بين مناطق بحرية وأخرى قارية ورطبة، ثمرة عمل تشاركي انخرطت فيه جميع الفعاليات المحلية، وليكون رافعة أساسية لتحقيق التنمية المحلية وفضاء إيكولوجيا ملائما للمحافظة على عينة من التنوع البيولوجي بهذه المنطقة. ويخترق هذا المنتزه، الذي منحه التمازج بين مناطق مختلفة ومتنوعة إيكولوجيا خاصية، انفرد بها على الصعيد العالمي في مجال المناطق الرطبة، مجموعة من الوديان. كما يضم أراضي خصبة تسمى محليا (لكراير) ومناطق مستوية ذات علو منخفض عن مستوى البحر تسمى (السبخات)،ويحتوى منتزه أخنيفيس بهذه الجهة على أنواع متعددة ونادرة من الطيور والنباتات والثدييات والطحالب، بالإضافة إلى مكونات طبيعية ونظم بيئية مختلفة، مما جعل موقعه مصنفا من بين المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية.
5 . التوصيات والمقترحات:
- يحب الاعتناء بالمواقع السياحية البيئية .
- يحب تحديد جميع المواقع البيئية ووضع خرائط وصور تبين هذه المواقع السياحية البيئية بالجهة.
-يجب القيام بالإشهار في الإعلام المحلي والوطني بما تزخر به الجهة من مؤهلات سياحية .
- يجب وضع مخطط استعجالي للنهوض بالقطاع السياحي بالجهة.
-يجب الاعتماد على العنصر البشري الصحراوي بتنمية الجهة .
- يجب الاعتماد على خصوصية المنطقة والحفاظ على تراثها المحلي.
-يجب تشجيع الباحثين أبناء المنطقة للقيام بالدراسات والبحوث عن المنطقة.
-يجب فتح موقع اكتروني خاص بالسياحة الصحراوية .
خاتمة
لدى جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء ذخيرة سياحية لا تنضب، وخاصة السياحة البيئية، وبعامة السياحات الأخرى التي عادة ما تنتعش وتزدهر جنبا إلى جنب، والسياحة التراثية المرتبطة بثقافة المنطقة، وأنوع أخرى كثيرة من السياحات، وبما أن السياحة محرك للنمو الاقتصادي العالمي وجب على أصحاب المصالح السياحية، الاعتناء بهذا النوع السياحي.
لهذا فإننا ندعو المجتمع المدني وأصحاب القرار ورجال الأعمال إلى المشاركة الجماعية في التنمية الاقتصادية للمجتمع المحلي لهذه المنطقة، بتشجيع هذا النوع من السياحة، وتنميته وجعله هدفا للنهوض بالأوضاع الاقتصادية بالمنطقة ولا يجب أن تبقى عبارة عن دراسات على الأوراق كما شاهدنا في السنوات الفارطة، بحيث تقوم الدولة بمجموعة الدراسات لا تطبق على أرض الواقع.
المراجع المعتمدة
1. إبراهيم سليمان عيسى: "تلوث البيئة"، دار الكتاب الحديث، الجزائر، ط2، 2000
2. ابراهيم بظاظو فراس ابو قا عود:"السياحة في مادبا"، وزارة الثقافة،عمان، 2012
1. ZANON Slimane, "Population et environnement au Maghreb", Académia, Belgique, 1995
[1] إبراهيم بظاظو فراس ابو قا عود:السياحة في مادبا ،الناشر وزارة الثقافة،عمان، 2012 ، ص 122
لتحميل البحث كاملا من هنا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق