واقع الدينامية المجالية باكادير تحليل الطالب اقرندو عبد الهادي
تتميز مدينة اكادير بتوسع مفكك يظهر على شكل انوية ترتبط أساسا بالتوسع العشوائي الخارج عن منظومة المخططات الحضرية و الضوابط التقنية المعمول بها في ميدان البناء مما يولد واقعا عشوائيا يلبي حاجيات اجتماعية لفائدة دوي الدخل المحدود الناشطون أساسا في القطاع غير المهيكل.
فالنص الذي بين أيدينا يتناول التناقض الصارخ بين التخطيط الإجرائي و الواقع العشوائي بين سوق عقارية يتحكم فيها تضارب المصالح و تعدد المتدخلين و بين سوق عشوائية تحكمها المنفعة المادية و المعنوية.
1) المدينة ذات المقياس الإنساني:
استعمل صاحب النص هدا المصطلح للدلالة عن واقع مدينة أنتجت و تنتج بشكل عشوائي يستجيب للحاجيات الاجتماعية و طبيعة الفئة المنتجة لهدا الواقع التي لا تكلف نفسها عناء الصراع مع اصطحاب المصالح الرأسمالية لا لشيء إلا لعدم قدرتها المادية فتنزوي في هوامش المدينة و تخلق لنفسها سوقا عقارية عشوائية نشيطة ذات منفعة فردية أو جماعية تستقطب الفئة المحدودة الدخل التي تحكمها طموحات الاندماج داخل الوسط الحضري بأقل تكلفة مما يخلق وسطا لا هو بحضري و لا هو بقروي تكثر فيه أنشطة ذات طابع قروي ورغم أن معظم هده الأحياء مجهزة بالماء و الكهرباء. و لان هده المجالات مع تقادمها الزمني أصبحت تتكيف مع الظرفية التاريخية و التطورات السياسية فأصبحت تعتمد على مواد صلبة في توسعها مما ينتج عنه مشاكل كبيرة في ميدان السلامة العامة حيث تتم عمليات البناء بشكل عشوائي يدخل فيها هاجس الاقتصاد في التكلفة و الأكثر من دلك أن غالبية البناء يتم ليلا لإبعاد أعين المراقبين وما يزيد من صعوبة الأمر هو ترابط المساكن بعضها ببعض و أيضا ارتفاع الكثافات السكانية مما يجعل الأمر أكثر هشاشة و تدهورا.
2) المدينة ذات المقياس التقني:
رغم أن مدينة اكادير أعيد بناؤها بعد زلزال 29 فبراير 1960 وفق تصاميم و مخططات تتميز بالحداثة التقنية و الصرامة في احترام الضوابط التقنية. إلا أن هده الإجراءات نادرا ما تحترم فالانتشار الكبير لأحياء الصفيح و السكن المستتر أو غير القانوني و في مناطق محظورة يظهر مدى الانزلاقات القانونية و تغاضي السلطات عن الأمر و تعدد المتدخلين في التعمير بالمدينة مع تعارض مصالحهم. هدا كله خلق فوضى تعرقل مسيرة التنمية المجالية و حل مشاكل عشوائية المدينة مما افرز وكرس واقعا عشوائيا. فالأرباح المادية الهائلة التي يجنيها الفاعلون في الميدان يعكس الوضع القائم فكيف لسكان بالكاد يوفرون لأنفسهم لقمة الخبز أن يشبعوا مصالح هؤلاء المستثمرون الدين يضعون عراقيل تعجيزية أمامهم. مما يجعل هاته الفئة تتشبث بعشوائيتها النابعة من الحاجة.
إن ساسوية الصفيح هي المسؤولة عن الواقع الحالي. فكثيرا ما تدخل الأحياء الصفيحية ضمن الرهانات الانتخابية للنخبة السياسية بالمدينة.
خلاصة:
إن الضغط الديموغرافي الذي تعرفه مدينة اكادير حيث تستقطب المهاجرين من مختلف المناطق محليا و جهويا و حتى وطنيا جعلها تعاني من أزمة حقيقية زاد من حدتها فشل وظيفة التخطيط الحضري مما خلق واقعا متناقضا اجتماعيا مجاليا و اقتصاديا و في ظل صراع المصالح الذي يشهده ميدان البناء بين كل المتدخلين جعل من حل مشكل عشوائية السكن مستبعدا فهاجس الربح ظل مسيطرا على جل المشاريع المخصصة لإعادة إسكان أحياء الصفيح و استفادت فئات غير مستهدفة و هدا كله كرسه نخبوية التسيير و غياب سياسة تشاركية ووحدة بين الفقراء السياسيين أصحاب القرار في اكادير الكبرى مما أعطانا حلولا متعددة لمشكل واحد تختلف حسب طبيعة المصالح و ظروف كل منطقة.
المرجع:
مدينة اكادير الكبرى الذاكرة و تحديات المستقبل جامعة ابن زهر: منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية
مساهمة: الاستاد محمد بن عتو
اكادير المشروع الحضري و الحكامة المحليةالصفحة:44
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق