علاقة الإنسان بالبيئة

علاقة الإنسان بالبيئة







د. سامح عبدالسلام محمد



يُمكن اعتبار الإنسان مُكوِّنًا من مكونات النظام البيئي والمَجال الحيوي؛ فالإنسان يحتلُّ مكانة خاصَّة ومُتميِّزةً في علاقته مع البيئة؛ ذلك أنه أكثر الأحياء تأثيرًا في البيئة.



لقد حدد الماء أشكال علاقة الإنسان بالبيئة منذ وجوده على سطح الأرض؛ حيث كانت هذه العلاقة بسيطة لا تَخرُج عن حيِّز الارتباط بالزراعة والصيد، لكن هذه العلاقة في العصر الحديث تغيَّرت جذريًّا فأصبحتْ مُتعدِّدة ومُعقَّدة؛ حيث إن العلاقة القائمة بين الإنسان وبيئته حاليًّا أصبحتْ تَتمحوَر حول الأهداف الاقتصادية والنظرة الكلية الصناعية والتقنية والنفسيَّة.



هناك مَن يَعتقِد أن الإنسان فوق الطبيعة، وهو المُسيطر عليها، هذه الرؤيا تضَع الإنسان في مُقارَنة بينه وبين الطبيعة من حيث القوة والسيطَرة، وهي مقارنة غريبة؛ لأنها مُقارنة بين العاقل (الإنسان) وغير العاقل (الطبيعة)، والتي تجعل من الإنسان المتحكِّمَ والمُسيطِرَ على الطبيعة.



وهناك طرف آخَر يَعتبر الطبيعة "مجرَّد مواد خام متاحة للإنسان في كل الأوقات ليَستفيد منها، وتُصبح تحت رحمته ونفوذه، في هذه الحالة تشبه الطبيعة بشيء جامد، لا تقوى على مُقاوَمة مَن يُهيمِن ويُسيطِر عليها أو يتلاعب بمُكوِّناتها"[1].



إضافة لما سبَق هناك اعتقاد آخَر يضَع الإنسان في مُواجَهة ضديَّة مع الطبيعة؛ لشعوره بأن هذه الأخيرة هبة مِن الخالق له، يتصرَّف فيها كيفما يشاء.



"إن علاقة الإنسان - حسب بعض البيئيين - لا تَخلو مِن النظرة الأيديولوجية الأفلاطونية التي تَعكِس الوجودية المادية والنفعية المُسيطِرة على عقول البشر"[2].



ولتقنين العلاقة بين الإنسان وبيئته يرى البيئيون أن ضدية الإنسان نحو الطبيعة ينبغي أن تتحول إلى توافق بين الطرفين من خلال الوعي البيئي عند الناس، والتركيز على مناهج التعليم البيئي في المؤسَّسات التعليميَّة، إضافةً إلى العمل بمحاور الميثاق الأخلاقي للبيئة التي تتبنى أفكارًا رئيسيَّة، أهمها:

اعتبار الإنسان جزءًا من الطبيعة؛ فهو يشكل مُكوِّنًا ديناميكيًّا فعالاً في عملياتها؛ حيث يَنبغي عليه أن يُدرك أنه ليس فوق الطبيعة، بل هو أحد عناصرها؛ يَدين بالولاء لها، ويُحافظ عليها، ولا يَنعزِل عنها.



واعتبار الطبيعة أساسًا ودعامة للبيئة البشرية؛ حيث لا يُمكن اقتصار مفهوم الطبيعة على أنها الموارد الأرضية التي يَستغلُّها الإنسان لصالحه، إنما هي كل الرموز والفُنون والجماليات التي خلَقها الخالق، والتي تُشكِّل الإبداعات الكونيَّة والمُعجِزات الإلهية لتُسخَّر من الإنسان بتعقُّل واعتدال، وليس بفوضى وإسراف - هو أمرٌ يساعد على بِناء مَشاعر الارتياح في علاقة الإنسان ببيئته، والمُواءَمة بين العقل والجسَد كوحدة مُتكامِلة بعيدة عن المُتناقِضات والازدواجية المُربِكة التي نجدها في الغالب تَعكِس استخدام الجسد في تلويث وتدمير البيئة، بينما نجد العقل قد لا يوافق على سلوك التدمير، وإنما يَصبو لتنمية الوجدان وترسيخ القيم، وكسب المهارات التي تساعد على سلامة تعامُل الفرد مع البيئة"[3].



إن التعامل الحكيم والرصين مع البيئة يتطلَّب إذًا قدرًا كافيًا من حسن التصرُّف؛ كتعلُّم كيفية التفكير السليم لإيجاد حلول للمشكلات البيئية المختلفة، والهدف مِن خَلق علاقة وطيدة بين الإنسان وبيئته هو التحرُّك من الانشغال المستمر والدائم في معالجة الأزمات الطارئة إلى منع حُدوثها من خلال الوعي والتخطيط الهادِف.



فالإنسان يسعى دائمًا إلى استغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى؛ هدفًا منه في إشباع حاجاته الأساسية والثانوية، ويُترجم هذا الاستغلال في صوره المختلفة العلاقة المتبادَلة بينهما (الإنسان والبيئة)، وإن كان الإنسان هو المُستفيد الأكبر.



لذا فقد انشغل العديد مِن العلماء بهذه القضية والتي أطلقوا عليها: "العلاقة الإنسانية - البيئية"[4].



لقد تبايَنتْ وتعدَّدت نظريات هذه العلاقة منذ القرن التاسع عشر، يُمكن إجمالها في ثلاث نظريات:

النظرية الحتميَّة:

يقرُّ أصحاب هذه النظرية "أن الإنسان يَخضع بكل ما فيه للبيئة؛ فهو يتفاعَل معها مؤثِّرًا ومتأثِّرًا في دائرة تعكس خضوعه لها؛ فالإنسان لا يُمكنه أن يَحيا بعيدًا عن البيئة، ما دامت تقدِّم له العناصر الحياتية من طاقة وغذاء وكساء وهواء وماء وغيره"[5].



هذه النظرية تُظهر سلطة البيئة على الإنسان؛ فهي التي تُسيِّره، وتقرِّر مصيره، وتجعله غنيًّا أو فقيرًا، قويًّا أو ضعيفًا، وخير مثال على ذلك، تأثير البيئة على عظام الإنسان؛ إذا كان الإنسان يَعيش في بيئة جبلية يَكون تأثيرها بالإيجاب على تقوية عضلات الأرجل، أما إذا كانت بحرية فهي تُقوِّي عضلات الكتف والساعِد.



النظرية الاحتمالية:

وهي عكس النظرية الأولى؛ حيث تقرُّ بإيجابية الإنسان؛ لأنه يقوم بدور كبير وفعال في تعديل بيئته وتهيئتها وفقًا لمُتطلباته واحتياجاته، "فهو ليس مجرد مخلوق سلبي يَنصاع لسلطان البيئة الطبيعية، بل هو بما حباه الله مِن فكر وإدراك وقدرات يستطيع أن يُحوِّل الظواهر البيئية لصالحِه، ويؤكِّد أصحاب هذه النظرية أن مظاهر البيئة هي من فعل الإنسان؛ مثل: حقول الشعير، ومزارع الأرز، ولا يَقتصِر فعل الإنسان على هذا فقط (الزراعة)، بل يمتد إلى الصناعة أيضًا"[6].



النظرية التوفيقيَّة:

وتقوم هذه النظرية بدور الوساطة بين النظريتين السابقتين؛ حيث كان لا بدَّ من ظهور نظرية ثالثة تُحاول التوفيق بين الآراء المختلفة، "هذه النظرية تؤمِن بدور الإنسان والبيئة وتأثير كل منهما على الآخر بشكل متغيِّر، كما تَستنِد على البراهين الواقعة في هذا العصر؛ من حيث تأكيدها على الدور الفعال للإنسان في البيئة، وقدرته على تغيير البيئات الطبيعية إلى بيئات مشيدة، إضافة إلى هذا تؤكد هذه النظرية على الوسطية بين الخضوع للبيئة وسيطرة الإنسان عليها اعتمادًا على الحالة البيئية"[7].



مما سبَق يُمكن القول: إن علاقة الإنسان بالبيئة هي علاقة خاصة؛ فالإنسان يأخذ مكانة متميِّزة - كأحد كائنات النظام البيئي - ويرجع ذلك إلى تطوره الفكري والنفسي، وعلى حسن تصرُّفه تتوقَّف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.



العلاقة بين الإنسان والبيئة وفق المنظور الإسلامي:

إن علاقة الإنسان بالبيئة في المنظور الإسلامي محكومة بضابطَين:

أولهما: التسخير؛ أي: تسخير العناصر البيئية لخدمة الإنسان لتساعده على النهوض برسالته الاستخلافية؛ قال - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20].



وثانيهما: الاعتدال؛ وهو شرط في استثمار موارد البيئة ومنافعها، يَنبع من طبيعة دور المُستخلف الذي جُعل سيدًا في الكون لا سيِّد الكون؛ فالبيئة أمانة تُراعى، وملكية عامَّة مُشتركة، يُحافظ عليها ضمانًا لصيرورة الوجود واستقامة موازينه، فإذا انقلب الاعتدال إلى إسراف، والإحسان إلى عدوان، حُورِبت الفِطرة، وعوديت السُّننُ الإلهية الراعية لتوازُنات البيئة، فحلَّ الدمار وانتفش البلاء[8].



فالإنسان يقوم بدور مُهمٍّ في البيئة؛ حيث إن كل ما فيها مُسخَّر له، وعليه أن يَتعامل معها بما لا يُجافي سنن الله في خلقِه، ولا أحكام الله في شرعه، فيأخذ منها ويعطيها، ويرعى لها حقَّها لتؤتي له حقَّه[9].



ويتمثَّل هذا الدور في مهامَّ ثلاثٍ، تُعتبَر هي الأهداف للحياة الإنسانية:

• عبادة الله:

"إن التأمُّل والتفكر في هذه البيئة بعناصرها الحية وغير الحية، باعتبارها آية من آيات الله - يَهدينا إلى الإيمان بوحدانيته - سبحانه وتعالى"[10]، ويتجلى ذلك في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190].



وهذا يوصِّل الإنسان إلى عبادة الله - تعالى - التي "تشمَل كل ما يُحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، فهي تستوعب كل مجالات الحياة"[11].



• الخلافة لله في الأرض:

إن الإنسان يُعتبر خليفة الله في الأرض؛ مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، وهذه الخلافة لا تتمُّ إلا بإقامة الحق والعدل، ونشْر الخير والصلاح؛ لذا فإن المُستخلَف في الأرض هو المسؤول عن حماية ورعاية البيئة[12].



• عمارة الأرض:

وإليه الإشارة بقوله - تعالى -: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، واستعمركم معناها: طلب إليكم أن تعمروها[13].



وعمارة الأرض، إنما تتمُّ بالغرس والتشجير والتثمير، والإصلاح والإحياء، وسدِّ الذرائع إلى الفساد.



وهذه الأهداف مُتداخِلة ومُتكامِلة ومتلازمة فيما بينها: فعمارة الأرض تَدخُل في الخلافة، وكلتاهما ضرب من العبادة لله - تعالى، كما أن العبادة تدخل في الخلافة، فلا خلافة بلا عبادة.



فلو قام الإنسان بهذا الدور وحقَّق هذه المقاصد، لسعِد هو، وأسعد من حوله، يقول - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، ويقول - سبحانه - أيضًا: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].



ومن أجمل ما جاء به الإسلام في علاقة الإنسان بالبيئة وبالكون عامة من حوله: "إنشاء عاطفة الودِّ والحب لما حول الإنسان من كائنات جامدة وحية؛ فالأحياء من الطيور والدواب هي أمم أمثالنا"[14].



يقول - تعالى -: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].



وغير الأحياء من الكائنات ترى ساجدة مُسبِّحة لله - تعالى؛ يقول - عز وجل - في كتابه المجيد: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج: 18].



فلا عجب أن يُبادل الإنسان هذه الكائنات الساجدة المسبِّحة لله الود والحب والشعور بالأُلفة بينه وبينها؛ لأنها تعبُد اللهَ كما يعبُدُه هو، وخير دليل على هذا ما قاله الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم - على جبل أُحُد: ((هذا جبل يُحبُّنا ونحبُّه))[15].



فبالإضافة إلى أن الله - تعالى - قد أوجد الموارد الطبيعية مختلفة الألوان والأشكال لتدخل البهجة على النفس البشرية، فهذا مستوى آخَر للعلاقة التي تجمع الإنسان ببيئته، فالله - سبحانه وتعالى - "خلق في مسارح الكون ومعارض الطبيعة جماليات وبدائع تدلُّ على قدرته - جلا وعلا - فالاستمتاع به يُغذي الوجدان، ويَصقُل الذوق، ويروِّح عن النفس"[16]؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ [النحل: 5، 6].



وعلى ضوء ما سبق ذكره فإن علاقة الإنسان ببيئته "لا تتحوَّل إلى علاقة مالك بمملوك، إنما هي علاقة أمين استؤمن عليها بكل ما يَعنيه من وفاق وانسجام وتكامُل معها"[17]، فإن الكائن البشري هو عنصر مميَّز من عناصر البيئة، ومكوِّن فريد من مُكوِّناتها.



خلافة الإنسان في الأرض:

استخلف الله الإنسان في الكون ليُدير موارده، ويعمره، ويظهر أسرار الله وقدرته في خلقه، وهي مهمَّة عظيمة أرادت الملائكة أن تختصَّ بها، وأرادها الله للإنسان تكريمًا له؛ ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ﴾ [الأنعام: 165].



والمراد من الخليفة المعنى المجازي، وهو الذي يتولى عملاً يريده المستخلف، مثل الوكيل والوصي؛ أي: جاعل في الأرض مدبرًا يعمل ما نريده في الأرض، فهو استعارة أو مجاز مُرسَل، وليس بحقيقة؛ لأن الله - تعالى - لم يكن حالاًّ في الأرض، ولا عاملاً فيها العمل الذي أودعه في الإنسان، وهو السلطة على موجودات الأرض، ولأن الله - تعالى - لم يترك عملاً كان يعمله فوكله إلى الإنسان، بل التدبير الأعظم لم يزَلْ لله - تعالى - فالإنسان هو الموجود الوحيد الذي استطاع بما أودع الله في خلقِه أن يتصرَّف في مخلوقات الأرض بوجوه عظيمة لا تَنتهي، خلاف غيره من الحيوان[18].



ومن هنا، فإن الخلافة هي تكليف بمهمة الانتفاع بموجودات الكون يكون الإنسان فيها سيدًا في الكون لا سيدًا للكون، فسيد الكون وحاكمه ومالك أمره هو الله - سبحانه وتعالى - ولأن الإنسان هو أحد مخلوقاته قد تميَّز بالعقل، فقد كرمه الله وأنعم عليه بنعمة الاستخلاف تمييزًا له عن غيره من المخلوقات، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، فالاستخلاف معناه أن الإنسان وصي على هذه الأرض بكل ما فيها، وليس مالكًا لها، فهو مدبِّر لمواردِها ومستغل لخيراتها، ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].



تسخير الكون للإنسان:

تشير آيات كثيرة في القرآن الكريم إلى أن الكون قد سخَّره الله - سبحانه - للإنسان؛ أي: طوعه وذلَّله؛ ليستطيع الانتفاع به، والتصرُّف فيه، والسيطرة على موارده؛ ليُحقِّق من خلاله الخلافة التي خلقه الله من أجلها، يقول الله - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 10 - 14].



ويقول - عز وجل -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحج: 65].



ويقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].



وهكذا تتوالى آيات القرآن الكريم في ذِكر ما سخَّره الله للإنسان في الكون، حتى تَكاد تَذكُر كل شئ فيه عَدا ما اختص الله به مخلوقات أخرى ليس للإنسان سيطرة عليها، وهذا التسخير نعمة من نعم الله على الإنسان؛ إذ لولاه لما استطاع أن يَستفيد من كثير مما خلقه الله على هذه الأرض.



إن الأرض كلها لا تَبلغ أن تكون ذرة صغيرة في بناء الكون، والإنسان في هذه الأرض خليقة صغيرة هزيلة ضعيفة بالقياس إلى حجم هذه الأرض، وبالقياس إلى ما فيها من قوى ومن خلائق حية وغير حية لا يعدُّ الإنسان من ناحية حجمه ووزنه وقدرته المادية شيئًا إلى جوارها، ولكنَّ فضلَ الله على هذا الإنسان ونفختَه فيه من روحه وتكريمَه له على كثير من خلقِه، هذا الفضل وحده قد اقتضى أن يكون لهذا المخلوق وزن في نِظام الكون وحساب، وأن يُهيئ الله له القدرة على استخدام الكثير من طاقات هذا الكون وقواه ومن ذخائره وخيراته، وهذا هو التسخير المشار إليه في الآيات[19].



ولبيان كيفية التسخير التي هيأها الله للإنسان يذكر الإمام الرازي[20] أنه لكي يستطيع الإنسان استعمال البحر واستغلاله لا بد له من ثلاثة أشياء لم تكن لتَحصُل لولا تسخير الله - سبحانه وتعالى - لها: الأولى الرياح التي تجري على وفق المراد، والثانية: خلق وجه الماء على الملامسة التي تَجري عليها الفلك، والثالثة: خلق الخشبة على وجه تبقى طافية على وجه الماء ولا تَغوص فيه، وهذه الأحوال الثلاثة ليس لها مِن موجِد إلا الله - سبحانه وتعالى[21].



إن نظرة في آيات التسخير الواردة في القرآن الكريم تُنبِّئُنا بأمور عدة، منها:

• أن هذا التسخير المذكور في الآيات مَحدود بإرادة الله، ولا يستطيع الإنسان مهما أوتي من قوة مادية أو علمية وتقنية أن يصل إلى الاستفادة منها إلا إذا أراد الله له ذلك ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33]، ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ ﴾ [الجاثية: 12].



وإدراك هذا المعنى يحدُّ من أنانية الإنسان واستكباره في الأرض وادِّعائه التأله فيها، وكثير من أمور الحياة يقف الإنسان عاجزًا عن حل معضلاتها، ومن ذلك الماء مثلاً الذي أصبح مشكلة العالم المستقبلية؛ نظرًا لنضوب موارده وعدم قدرة الإنسان على صنعه؛ ولذلك يستخدمه الله - سبحانه وتعالى - في تحدي الإنسان إذا أمعن في كفره وعناده؛ ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70]، وذلك بعد أن جعل الله الماء نعمة مسخَّرة للإنسان، ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ق: 9، 10].



• أنه على الرغم من التسخير الذي حفلت به آيات القرآن الكريم، فإن الإنسان يجب أن يدرك أن هناك عوالم في هذا الكون ليس له سبيل إلى معرفتها، وتظل مخفية عنه وخارجة عن سيطرته؛ كالجن وغيرها من المخلوقات التي لا يستطيع الإنسان إدراكها، وكذلك بعض الفيروسات والظواهر الطبيعية التي لم يُسخِّر الله للإنسان طريقًا للتعامل معها، وهنا نشير إلى أن مسألة التسخير فضل من الله - سبحانه وتعالى - على الإنسان، فما سخَّره له استطاع أن يستفيد منه وأن يعمر الكون من خلاله، وما لم يسخر له كان عليه أن يقف أمامه مؤمنًا بقدرة الله وعظيم صنعه.



• إذا كان التسخير الإلهي لمظاهر الكون للإنسان نعمة، فهي إذًا حق من حقوقه التي منحه الله إياها، يستطيع من خلاله الانتفاع بكل ما فيها لصالح بناء مجتمعه، ويعمر من خلالها الكون الذي يعيش فيه، ويفيد الإنسان والمخلوقات التي تعيش معه في هذا الكون، كما أن هذا الحق يَمتدُّ ليشمل البحث العلمي عن خواصها وأسرارها وكل ما يستطيعه لتطوير مواردها لخدمة الإنسان، ولعل النظر في آيات التسخير التفصيلية يوضِّح هذه الحقوق بجلاء؛ إذ يقول الحق - تبارك وتعالى - ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس: 24 - 32]، ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 7، 8]، ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ﴾ [الزمر: 21].



وقد أثارت مسألة الخلافة قضية مهمَّة تتعلق بملكية الإنسان للموارد الطبيعية، هل هي ملكية حقيقية أم مجازية، أو بعبارة أخرى: هل هي ملكية رقبة أم ملكية انتفاع؟ ودارت مناقشات كثيرة مال فيها الكثير من الباحثين إلى أنها ملكية انتفاع؛ وذلك للأسباب التالية:

1- أن كثيرًا من نصوص القرآن الكريم تُضيف الملكية إلى الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7]، ﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ [النور: 33]، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [طه: 6]، ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ﴾ [المائدة: 120].



فإذا كان المال مالَ الله، وكان الناس جميعًا عباد الله، وكانت الحياة التي يعملون فيها ويعمرونها بمال الله وهي لله، كان من الضروري أن يكون المال - وإن رُبط باسم شخص معيَّن - لجميع عباد الله، يُحافِظ عليه الجميع، وينتفع به المجتمع[22].



2- إن وجود الإنسان في هذه الحياة مؤقَّت، واستخلافه فيها مؤقت أيضًا؛ ولذلك كان انتفاعه بمواردها مؤقَّت؛ ﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36]، وهذا التحديد الزمني للبقاء يترتَّب عليه تحديد للاستخلاف والانتفاع، ومن هنا تَبرز أحقية الأجيال المتعدِّدة في الانتِفاع بالموارد الطبيعية وضرورة أن يَعي الإنسان هذه الحقيقة لكي يحفظ للأجيال التي بعده حقَّها في الانتفاع بما خلَق الله في هذا الكون.



3- أن شعور الإنسان بملكيته الدائمة للموارد يثير فيه نوازع الأنانية، ويدفعه إلى الفساد المؤدي إلى نضوب الموارد البيئية أو تدميرها، وهو ما تشهده بيئتنا المُعاصِرة؛ ولذلك كانت تعاليم القرآن واضحة في النهي عن الفساد في الأرض، ﴿ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]، ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56]، ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 74].



ومن ثم فلا يتجاوز روحَ التشريع الإسلامي مَن يقول: إن القواعد والمبادئ الإسلامية المنظِّمة لاستخلاف الإنسان في الأرض ومضمونها، تنزل حق الإنسان على موارد الطبيعة من حق الملكية إلى مرتبة حق الانتفاع فقط، والذي تقلُّ فيه سلطات صاحبه عن سلطات المالك، ولا يبدو هذا القول غريبًا إذا عرفنا أن بعض فقهاء المذهب المالكي يرَون أن المِلكية بوجه عام لا ترِدُ إلا على المنافع فقط، أما الأعيان؛ أي موارد وثروات البيئة والكون الذي خلقه الله، فملكيتها لله - سبحانه وتعالى - ولا ملك للإنسان فيها في الحقيقة والواقع، فهم يقولون: إن سلطان الإنسان لا يكون على المادة، وإنما محله منافعها فقط، وفكرة حق الانتفاع تبدو أكثر ملاءمة إذا رُوعيت القواعد الشرعية في أعماله؛ حيث تؤكد من ناحية أن موارد البيئة وثرواتها هي عطاء من الله للبشر وفضل، وبالتالي لن يكون الانتفاع مقصورًا على شخص دون آخَر، ومن ناحية أن المُنتفِع لا يجوز له إهدار أو تدمير أصل أو عين المال الذي يَنتفِع به؛ لأن سلطة التصرُّف الشرعي في المادة لا تكون للمنتفع، بل لمالك العين أو الرقبة[23].




[1] مجلة عالم الفكر، العدد 3، (ص: 26).


[2] نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.


[3] المرجع السابق، (ص: 27).


[4] مجلة عالم الفكر، العدد: 3 (ص: 27).


[5] نفس المصدر السابق، (ص: 28).


[6] مجلة عالم الفكر، (ص: 28).


[7] نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.


[8] المحافظة على البيئة من منظور إسلامي؛ للدكتور: قطب الريسوني (ص: 30).


[9] رعاية البيئة في شريعة الإسلام؛ للدكتور يوسف القرضاوي (ص: 23).


[10] المحافظة على البيئة من منظور إسلامي؛ للدكتور قطب الريسوني (ص: 56 - 57).


[11] رعاية البيئة في شريعة الإسلام؛ للدكتور يوسف القرضاوي (ص: 23).


[12] مجلة الإسلام اليوم، العدد 11، (ص: 87 - 88).


[13] رعاية البيئة في شريعة الإسلام (ص: 24).


[14] رعاية البيئة في شريعة الإسلام؛ للدكتور يوسف القرضاوي (ص: 30).


[15] رواه مالك في الموطَّأ، باب الجامع، كتاب: ما جاء في المدينة، رقم الحديث 20؛ (ص: 780).


[16] المُحافظة على البيئة من منظور إسلامي؛ للدكتور قطب الريسوني (ص: 59).


[17] انظر الموقع على شبكة الإنترنت: quran.maktoob.com: vb: quran.21595، مقالة: البيئة ومنهج الإسلام.


[18] محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير: (1: 398)، الدار التونسية للنشر: 1984.


[19] سيد قطب، في ظلال القرآن: ط 6: (مج 5: 223).


[20] هو الإمام محمد بن عمر بن الحسين، المعروف بفخر الدين الرازي، المُتوفَّى سنة 606هـ، صاحب التفسير الكبير والمشهور بمفاتح الغيب.


[21] تفسير الفخر الرازي: محمد بن عمر الرازي: دار إحياء التراث العربي: (1: 4023).


[22] محمود شلتوت: الإسلام عقيدة وشريعة: (ص: 257).


[23] أحمد سلامة، حماية البيئة في الفقه الإسلامي، مجلة الأحمدية، مايو 1998، دبي (ص: 295).

  http://www.alukah.net/  مصدر المقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013 | أعلن معنا | يوسف ادعبد االله | خريطة الموقع | سياسة الخصوصية